ثقافة

قراءة في كتاب ” كتاب «ابن خلدون رائد الحداثة (نحو إسلام أصفى، وأمّة أقوى) “

في 800 صفحة من الحجم الكبير، صدر في نشرة جديدة منقّحة وموسّعة، كتاب «ابن خلدون رائد الحداثة (نحو إسلام أصفى، وأمّة أقوى)»، للكاتب والباحث التونسي الدكتور محمّد الهادي بن الطّاهر المطوي.
يتضمّن الكتاب مقدّمة جديدة موسّعة وستّة أبواب، هي :
• حول اكتشاف عبقريّة ابن خلدون ومقدّمته في العصر الحديث.
• شخصيّة ابن خلدون في منابعها ومكوّناتها البيئيّة.
• أصول التّفكير الخلدوني في المقدّمة.
• بواعث الحداثة عند ابن خلدون.
• ابن خلدون الحداثي.
• مظاهر الحداثة عند ابن خلدون.
ويحتوي الباب السّادس على عشرين فصلا كما يلي :
• جهاز المصطلح الخلدوني ومفاهيمه.
• حقوق الإنسان.
• علم النّفس.
• علم التّربية والتّعليم ( البيداغوجيا ) .
• علم التّاريخ.
• علم العمران.
• علم الإناسة.
• علم البيئة.
• فنّ العمارة.
• المعاش وعلم الإقتصاد.
• التّفكير السّياسي ونظريّة الحكم عند ابن خلدون .
• علوم اللّسان.
• مظاهر الحداثة في فنّي السّيرة الذّاتيّة والرّحلة.
•تحديث خطاب التّرسيل.
• ابن خلدون وحداثة تأسيس فنّ المقالة.
• ابن خلدون المقالي : من حداثة التّأسيس إلى حداثة التّأثير.
• ابن خلدون والإحساس بالتّراجع الحضاري العربي الإسلامي.
• ابن خلدون واستشراف النّهضة الأوروبيّة.
• ابن خلدون ومعاصرته.
• ابن خلدون وعلم المستقبل.
وتناولت خاتمة الكتاب «ابن خلدون والأبوّة الرّوحيّة للحداثة العربيّة الإسلاميّة»، حيث تسائل المؤلف: «إذا إعتبرنا أنّ مقدّمة ابن خلدون قد حملت لنا ومازالت تحمل، بذورا حداثيّة ومستقبليّة، فهل يمكن القول إنّ ابن خلدون هو الأب الرّوحي لحداثتنا العربية الإسلاميّة ؟».
وللإجابة على هذا السؤال، يقول المؤلّف: «يبدو أنّ هذا هو ما يفهم بصورة أو بأخرى، من قراءتنا لإبن خلدون ومن استنتاجات بعض الباحثين في التّراث الخلدوني، نذكر منهم تمثيلا الباحث والمفكّر فهمي جدعان الذي كتب عن دور ابن خلدون في النّهضة العربيّة المرتقبة يقول: «لقد زعمت في كتاب صدر لي حديثا عن «أسس التقدّم عند مفكّري الإسلام في العالم العربي الحديث «أنّ الأزمنة العربيّة الحديثة تبدأ مع ابن خلدون لا مع حملة نابليون على مصر كما ظنّ الكثيرون». ثمّ يقول مختتما بحثه بكلّ حزم: «وفي كلّ الأحوال يظلّ ابن خلدون المعلّم النّظري الأوّل لمفكّري النّهضة العرب في بحثهم عن أسرار تفهمّ مدنيّة العرب، وفي بحثهم عن الأسباب المفضية إلى الإنتقال من حالة التّدنّي والتّدلّي إلى حالة التّمدّن أو التّقدّم. أمّا المعلّم العملي لهؤلاء المفكّرين فقد تمثّل بدون شكّ في واقع الإنحطاط نفسه، وفي التّحديات الصّميميّة التي أثارها غزو المدنيّة الأوروبيّة لعالم العرب الحديث».
وممّا جاء في مقدّمة هذه الطّبعة الجديدة الموسّعة، يقول الدكتور محمّد الهادي بن الطّاهر المطوي: «إضافة إلى ما احتواه هذا الكتاب في طبعته الأولى من فوائد ومزايا عديدة كان قد أشاد بها الباحثون لدى صدوره، أضفنا إليه في هذه الطبعة الجديدة بعنوان «ابن خلدون رائد الحداثة» تنقيحات وزيادات مهمّة سواء في الأبواب أو في الفصول، حتّى أصبح وكأنّه كتاب جديد كما سيرى القارئ ذلك في حينه. منها نذكر تمثيلاً: في الأبواب تحدّثنا في الباب الثّاني عن الحياة العائليّة لابن خلدون وعلاقته بالمرأة. وفي الباب الثّالث عالجنا «أصول التّفكير الخلدوني في المقدّمة»، وفي الفصول التي أضفناها إلى الباب السّادس الخاصّ بمظاهر الحداثة عند ابن خلدون، تحدّثنا في الفصل الثالث عن ابن خلدون وعلم التّربية والتّعليم (البيداغوجيا). وفيهما أيضا أبرزنا مدى مساهمة ابن خلدون في هذين العلمين بما أورده من آراء وأفكار عن النّفس البشريّة، وطرق التّربية والتّعليم، والمراحل التّعليميّة وخصائصها وبرامجها، والمربّين والمتعلّمين، والإتّجاهات التّربويّة النّظريّة والتّطبيقيّة، وعلم اجتماع المعرفة التّربويّة وإسلاميّة المعرفة، وغيرها.
ونذكر كذلك أنّنا عالجنا في الفصل الثّاني عشر الخاصّ بالتّفكير السّياسي لابن خلدون رؤيته للسّياسة والخلافة والملك، ولصفات القائد الزّعيم، وللقائد المستبدّ، إلى آخر الزّيادات والإصلاحات التي قمنا بإضافتها تنويرا وإفادة للقارئ.
لقد كتبنا هذا الكتاب بأسلوب أقرب ما يكون إلى الأسلوب العلمي الصّارم، فاكتشفنا به حقيقة شخصيّة ابن خلدون الفذّة في علمها ومعرفتها واجتهادها وحداثتها، وكذلك في جراءة مواقفها وشدّتها في الحقّ ورغبتها في إسلام أصفى وأمّة أقوى.. إلخ. إنّه كتاب جدير بالقراءة، ومرجع صالح لكلّ الدّارسين والباحثين، ولكلّ قارئ يبحث عن جدّية البحث، وجدّة الإستنتاج، ومتاع المعرفة».
ويعتبر الدكتور محمّد الهادي بن الطّاهر المطوي أنّ الأصالة عند ابن خلدون «تجلّت لنا بعد قراءة وبحث وتأمّل في «المقدّمة» والتّعريف خاصّة في أنّه لا يعتمد، كما يقول كثيرون، على تقليد السّابقين ومحاكاتهم في مناهجهم وعلومهم، بل هو يستنبط رؤاه، ويحدّد مجاله الموضوعي والمعرفي، اعتماداً على تجربته الشخصيّة، وثقافته العربيّة الإسلاميّة، وواقعه العربي الإسلامي في القرن الثّامن الهجري/ الرّابع عشر الميلادي، دون أن نغفل تأثّره بتراث السّابقين، عربا كانوا أو أجانب، أو غيرهم من الذين ترجمت آثارهم إلى اللّغة العربيّة» .
ويضيف الدكتور المطوي: «لا شكّ في أنّ مثل هذا الإعتماد لدى ابن خلدون هو الذي كان وراء إبداع ما أبدع، وابتكار ما ابتكر، مثل تصحيح المنهج التاريخي، واستحداث علم جديد أطلق عليه اسم علم العمران. وهذا هو الفعل الثقافي والحضاري الخلّاق الذي علينا أن نقوم به نحن اليوم إذا أردنا إبداع واقع جديد معرفيّا، والتّقدّم حضاريّا».
هذا الكتاب، إذن، هو قراءة جدّية في التّراث الخلدوني، يجسّم كما يقول مؤلّفه «ما لنا من فعل النّبوغ الخلّاق، وأصالة الهويّة، وتوهّج الفكر المستنير، والنّزوع إلى التّقدم والرّقي: لنحقّق بقاءنا وخلودنا في سجلّ التّاريخ حاضراً ومستقبلاً، كما كنّا في أوج قوّتنا غابراً وماضياً، خاصّة أنّ لدينا ما يجعلنا أمّة الحضارة والتّقدّم والحداثة والمستقبل بحقّ : موارد حضاريّة وبشريّة، وثروات طبيعيّة واقتصاديّة، ومؤهّلات فكريّة وعلميّة، وكفاءات سياسيّة وعسكريّة، وغيرها ممّا دوّنه عنّا التاريخ بانبهار وبإعجاب ، واعترف فيه ببداعة العبقريّة العربيّة الإسلاميّة، عبر الماضي والحاضر ، في بناء الحضارة وصناعة التّاريخ».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى