اللغة العربية

درس شامل عن الاسم الممنوع من الصرف

 

سنتطرق في درس اليوم إلى شرح قواعد وأحكام الاسم الممنوع من الصرف ، مع العديد من الأمثلة ونماذج إعراب متنوعة .

 

ما هو الاسم الممنوع من الصرف ؟

 

بحث-عن-الممنوع-من-الصرف-في-اللغة-العربية

تأمل الجمل الآتية :

– سمعت صوت الديك في القريةِ .

– سمعت صوت الديك في عمانَ .

– ليس في المدينةِ مسبحٌ .

– استمتعنا كثيرا في تونسَ .

– أأقضي العمرَ في كسلٍ .

– أأقضي العمر في صحراءَ .

– ليس في قريتي صحفٌ .

– ليس في قريتي جرائدَ .

لو تأملت الكلمات الملونة بالبني ( القرية – المدينة – كسل ) ، فستجد أنها أسماء مجرورة وعلامة جرها الكسرة ، أما ( صحف ) فهو اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

أما الكلمات الملونة بالأحمر ( عمان – تونس – صحراء – جرائد ) ، فهي أسماء مجرورة لكن علامة جرها الفتحة وليس الكسرة لأنها أسماء لا تنصرف .

إذن فالكلمات الملونة بالبني قبلت أن تجر بالكسرة لأنها أسماء منصرفة ، في حين الكلمات الملونة بالأحمر لم تنصرف فجرت بالفتحة ، وهذا هو الاسم الممنوع من الصرف .

تعريف الممنوع من الصرف

 

الممنوع من الصرف هو اسم لا يقبل التنوين ، بعكس الاسم المنصرف الذي يقبل التنوين ، وسمي التنوين صرفا لأن له رنّة كرنة الدراهم عند الصيارفة – ما شاء الله على دقة التعريف عند أهل اللغة – .

أمثلة على المَمنوع من الصرف :

– أحمدُ – زينبُ – مساجدُ – مصابيحُ – عرفاتُ ( هذا النوع من الأسماء لا يقبل التنوين ) .

أمثلة على الاسم المنصرف :

– محمدٌ – طائرٌ – بيتٌ – طائرة – مطعم .

 

إعراب الممنوع من الصرف

 

قاعدة : يرفع الاسم الممنوع من الصرف بالضمة ( جاء أحمدُ ) ، وينصب بالفتحة ( رأيت أحمدَ ) ، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ( مررت بأحمدَ )  .

بمعنى ، لا تقل : جاء أحمدٌ ( تنوين ) وهكذا…….لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلل التي سنذكرها الآن .

 

متى يمنع الاسم من الصرف ؟

 

يمنع الاسم من الصرف إذا دخلته علل تسعة جمعها الشاعر في قوله :

اجمعْ وزِن عادلا أنّثْ بمعرفة  *  ركّبْ وزِدْ عجمة فالوصف قد كملا

أنصحكم أن تحفظوا هذا البيت الرائع ، وأعدكم أنكم لن تنسو قواعد وعلل الاسم الممنوع من الصرف أبدا ، ودعونا الآن نوضح هذه العلل بشكل مفصل .

 

الممنوع من الصرف لعلة واحدة

 

1 – الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة .

ألف التأنيث الممدودة مثل : أصدقاء – أشياء – أسماء

ألف التأنيث المقصورة مثل : سلمى – حبلى – مرضى

2 – صيغة منتهى الجموع

هي كل جمع كان على وزن مفاعل أو مفاعيل ، ويكون أيضا على صيغة فواعل أو فواعيل .

يقول سبحانه وتعالى : ‘ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ‘ ( الملك 5 )

استخرج من الآية الكريمة اسما ممنوعا من الصرف ؟

جواب : بمصابيحَ . أحسنت ، ولكن لاحظ أن الباء حرف جر وبالتالي يجب أن يكون الاسم مجرورا بالكسرة ، فلماذا لم يكن مصابيحِ ( بالكسر ) ؟

لأنه ممنوع من الصرف . وما المانع له ؟ لأنه على وزن مفاعيل  ( مصابيح ) ، وقلنا هذه صيغة منتهى الجموع ، وبالتالي يعرب الاسم مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة .

يقول سبحانه : ‘ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ‘ ( الحج 40 ) .

الآن دوركم ، استخرج الاسم المنصرف ؟

جواب : صوامعُ – مساجدُ

لماذا ؟

لأنه صيغة منتهى الجموع  ، صوامع ( فواعل ) ، مساجد ( فواعل ) .

بالمقابل انتبه للأسماء ( بيعٌ – صلواتٌ ) هذه أسماء تنصرف ( أي تقبل التنوين ) ..واضح ؟

 

الممنوع من الصرف لعلتين

 

1 – العلم ، وذلك في المواضع التالية :

– إذا كان مؤنثا بالتاء لفظا .

قتادة – طلحة – حمزة – معاوية : هذه أسماء أعلام لرجال ، لكنها مؤنثة بالتاء لفظا ( أي ننطقها ) ، وبالتالي هي أسماء ممنوعة من الصرف ( أي لا تقبل التنوين ) ، والسبب المانع هو العلمية والتأنيث اللفظي .

– إذا كان مؤنثا بالمعنى .

زينب – مريم – سعاد : هذه أسماء إناث ، لكنها غير مختومة بالتاء المؤنثة ، وبالتالي هي ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتأنيث المعنوي ، يعني زينب واضح أنها أنثى وليست رجلا ، فهمتم ؟

ماذا تقول في عائشة – حفصة – ميمونة ؟

سؤال جيد . عرفنا عائشة أنها أنثى ، كما رأينا أنها ختمت بالتاء المؤنثة وبالتالي ، هي ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتأنيث اللفظي المعنوي . أرأيت كم الأمر بسيط ؟ 

– إذا كان العلم أعجميا زائدا على ثلاثة أحرف .

يعني أسماء أصلها غير عربي مثل : إبراهيم – إسماعيل – إسحاق – يعقوب ( تذكر كلها أسماء لا تقبل التنوين ) .

ماذا نقول في محمد – صالح – شعيب ؟ تقبل التنوين أم لا ؟ فكر …

صحيح تقبل التنوين لأنها أسماء عربية وليست أعجمية .

ماذا عن هود – نوح – لوط ؟

هي أسماء أعجمية لكن على ثلاثة حروف فقط وليس زائد عليها شيء ، وقلنا في القاعدة فوق أنه إذا كان العلم أعجميا زائدا على ثلاثة أحرف ، وبالتالي هذه الأسماء تقبل التنوين .

– إذا كان مركبا تركيبا مزجيا

 

ما هو التركيب المزجي ؟

 

، أي نأتي بكلمة مكونة من كلمتين .

حضرموت : مكونة من كلمتين ، حضر و موت ، وكذلك بعلبك . هذه أسماء ممنوعة من الصرف بسبب العلمية والتركيب المزجي .

– إذا كان مختوما بألف ونون زائدتين .

تذكروا أننا لحدود الساحة نتحدث عن اسم العلم .

مثال : سلمان – سليمان – عثمان – عمران

لاحظ أن هذه الأسماء مختومة بألف ونون زائدتين ، فأصل سليمان سلم ، وعمران عمر ، وعليه فهما ممنوعان من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .

– إذا كان على وزن الفعل

أحمد – يزيد ، فلا نقول مررت بيزيدٍ ، بل بيزيدَ ، لأنه ممنوع من الصرف بسبب العلمية ووزن الفعل .

– إذا كان معدولا به عن صيغته الأصلية مع بقاء معناه الأصلي .

لا تعقدوا الأمر في هذه المسألة لكن أقول لكم احفظوا هذه الأسماء الثلاثة المعدولة المشهورة فقط : عمر معدولة عن عامر ، أمس معدولة عن الأمس – سحر معدولة عن السحر ( وقت من اليوم ) .

2 – الصفة ، وذلك في المواضع التالية :

–  إذا كانت مختومة بألف ونون زائدتين .

مثال : غضبان – سكران – عطشان

– إذا كانت على وزن الفعل

مثال : أعرج – أفضل – أخضر

– إذا كانت معدولة عن وزن آخر وذلك في الكلمات المشهورة التالية :

– مَثنى – ثُلاث – رُباع – أُخر

لنعد الآن إلى البيت الشعري الذي جمع كل قواعد الاسم المَمنوع من الصرف .

اجمعْ وزِن عادلا أنّثْ بمعرفة  *  ركّبْ وزِدْ عجمة فالوصف قد كملا

اجمع : صيغة منتهى الجموع على وزن  مفاعل أو مفاعيل ، وفواعل أو فواعيل .

زن : وزن الفعل في العلم والصفة .

عادلا : ما عدل عن علم أو صفة .

أنث : مختوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة ، والمؤنث لفظا ومعنى .

ركّب : الاسم المركب من كلمتين كحضرموت وبعلبك .

زد : زيادة الألف والنون في العلم والصفة .

 

نماذج إعراب الممنوع من الصرف

 

يقول سبحانه وتعالى : ‘ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ‘ ( ياسين 73 )

منافعُ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة لأنه ممنوع من الصرف ، المانع له صيغة منتهى الجموع ، ومشاربُ معطوفة على منافع وهي أيضا ممنوعة من الصرف لنفس السبب .

يقول تعالى : ‘ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ‘ ( البقرة 184 ) .

أخرَ : صفة لأيام مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية والعدل.

– مررت بيزيدَ .

يزيدَ : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل .

– افتخرت بعمرَ .

عمرَ :  اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل .

– مررت بليلى .

ليلى : اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف بسبب ألف التأنيث المقصورة .

– سافرت إلى حضرموتَ .

حضرموتَ : اسم مجرور بإلى ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجي .

– ذهبت إلى إبراهيمَ .

إبراهيمَ :  اسم مجرور بإلى ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .

قاعدة مهمة إذا دخلت على الاسم المَمنوع من الصرف ال أو أضيف ، فيجر بالكسرة ولا تطبق فيه أي قاعدة .

أمثلة : 

خطبت على المنابرِ : المفروض نقول ( منابرَ ) لأنها ممنوع من الصرف بسبب صيغة منتهى الجموع ، لكن بدخول ( ال ) سقط كل شيء وبالتالي تعود لحالتها الإعرابية الطبيعية .

صليت في مساجدِ مكة : مساجد أضيفت إلى مكة وبالتالي تسقط عنها القاعدة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى