أنواع العلامات في النظام النحوي
أنواع العلامات في النظام النحوي
تنوَّعت العلامات في النظام النحوي ما بين علامات لفظية، وعلامات معنوية، وعلامات عدمية.
العلامات اللفظية:
أغلب العلامات التي نجدها في النظام النحوي علاماتٌ لفظية، تلحق أول الكلمة أو آخرها، وهذه العلامات اللفظية لها مدلولات مباشرة، ومدلولات ترجع إلى مدلول هذه المدلولات المباشرة، وسنعرض هذه العلامات بتقسيمها إلى لواحق بأول الكلمة، ولواحق بآخرها، وعلامات مستقلة بأنفسها.
العلامات اللاحقة بأول الكلمة:
العلامات اللاحقة بأول الكلمة منها ما يلحق الاسم، ومنها ما يلحق الفعل المضارع، ولحوق هذه العلامات بأول المضارع كان سببًا في أن يكون المضارع معربًا مثل الاسم.
فالاسم يلحق بأوله أداة التعريف؛ وهي (أل)، ومدلولها هو أن الاسم يدل على شيء معروف، وهذه المعرفة إما أن تكون جنسية؛ أي: تدل (أل) على أن ما دخلت عليه يُراد به الجنس كله بخصائصه؛ كقولنا: الرجل أقوى بنية من المرأة، أو تدل على حقيقة الجنس وماهيته؛ مثل: الزيت أخف من الماء وزنًا، وإما أن تكون المعرفة عهدية علمية في الذهن؛ كقولنا: سلام على النبيِّ، وعندي أن التي تدل على غلبة اسم معين ترجع لهذا النوع كالتي في المدينة، والصعق، الاسم الذي صار علمًا لعمرو بن نفيل، ويمكن تسمية هذا العهد بالعهد العرفي، أو عهدية في الذكر؛ كقولك: جاءني رجل فأكرمت الرجل، وقد تكون زائدة في الأعلام للمح الأصل المنقول عنه، أو لمح الصفة؛ كما في الحارث والعباس[1].
وهذه العلامة تنقل الاسم من حالة الشياع إلى حالة الخصوص، وسأذكر علاقتها ببقية العلامات الخاصة بالأسماء في موضعه.
أما العلامات التي تلحق بأول الفعل المضارع، فهي حروف المضارعة، وحروف التنفيس، فحروف المضارعة المجموعة في كلمة (أنيت) تلحق بأول الفعل المضارع، ولكل منها دلالة، فالهمزة تدل على أن الفاعل هو المتكلم مذكرًا كان أو مؤنثًا، والنون تدل على أن المتكلم اثنان أو أكثر، ولا فرق بين المذكر والمؤنث في استعمالها، والياء تدل على أن الفاعل إما اسم ظاهر أو ضمير عائد لغائب مذكر، فإن كان الغائب مفردًا لم يلحق آخر الفعل شيء، وإن كان الغائب مثنى لحِق بالاسم ضمير الاثنين، وإن كان جمعًا لحق بالفعل واو الجماعة، وتلحق الياء أيضًا إن كان الفاعل نون النسوة للغائبات.
أما حرف التاء – أعني تاء المضارعة – فهي تدل على أن الفاعل مؤنث ظاهر أو ضمير يعود لغائبة، فإن كان الفاعل مثنى أُلحق بآخر الفعل ضمير الاثنتين، وكذلك قد تدل على أن الفاعل ضمير مخاطب حاضر مفرد، مذكر أو مؤنث، وعندئذٍ يظهر ضمير الفاعل الحاضر، ويلحق بآخر الفعل، أو أن الفاعل اثنان حاضران، أو اثنتان حاضرتان، ويلحق بآخر الفعل ضميرهما، أو أن الفاعل جماعة حاضرة للذكور أو الإناث، ويلحق بآخر الفعل ضمير الذكور أو الإناث.
أما حرفا التنفيس؛ وهما السين وسوف، فإنهما يلحقان أول المضارع فينقلانه من الشياع إلى الخصوص، كما فعلت (أل) مع الاسم؛ وذلك أن المضارع صالح للدلالة على الحال أو الاستقبال، فإذا لحقت بأوله السين وسوف، صار دالًّا على الاستقبال لا غير[2].
العلامات اللاحقة بآخر الكلمة:
تلحق بآخر الاسم عدد من العلامات؛ وهي:
التنوين وهي نون ساكنة، ولها عدة دلالات ستُبيَّن في موضع الحديث عنه بتفصيل.
وتاء التأنيث التي تنقلب هاء في الوقف، ولها أيضًا دلالات متعددة، وألفا التأنيث، وهاتان العلامتان – أعني التاء والألف – تصيران من بنية الاسم، فتظهر حركات الإعراب على التاء، وعلى همزة التأنيث المنقلبة عن الألف.
وياء النسبة المشددة، وهذه أيضًا تصير من بنية الاسم، وتكون حرف الإعراب الذي تظهر عليه الحركات.
وتلحق بآخر الاسم الألف والنون، أو الياء والنون، علامتين للتثنية، وتلحق بآخره الواو والنون، أو الياء والنون، علامتين لجمع الذكور، وتلحق بآخره الألف والتاء علامتين لجمع الإناث.
وتلحق بآخر الاسم علامات الإضمار؛ وأعني بها ضمائر التكلم والخطاب والغيبة، وتكون واقعة موقع ما تدل عليه من المضمرين؛ أي مضافًا إليها دائمًا، وتكون معاقبة للتنوين، فلا يجتمع التنوين مع الضمير.
أما الفعل فلا يلحقه التنوين، وتلحقه تاء التأنيث التي يُوقَف عليها بالتاء، وتلحق بآخره علامات الإضمار نائبة عن المضمرين الفاعلين أو المفعولين، كما تلحق بآخره نونا التوكيد؛ الثقيلة والخفيفة.
العلامات اللفظية المستقلة:
أعني بها علامات الإضمار المنفصلة، وعلامات الإشارة، وعلامات الوصل؛ أعني الضمائر، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة.
وكذلك علامات الأساليب النحوية من شرط واستفهام، ونفي ونهي، وأمر وتمنٍّ، وعرض وحضٍّ، وتعجب ونداء.
فهذه علامات مستقلة بأنفسها تنقل الجملة الخبرية إلى حالة الإنشاء.
العلامات المعنوية:
العلامات المعنوية في النحو تنشأ من علاقة أنواع الكلم بعضها ببعض، فالأفعال والحروف تُنشئ في الأسماء معانيَ وفق مقتضيات خاصة، جمعها النحويون تحت ثلاثة معانٍ كلية؛ وهي الفاعلية والمفعولية والإضافة، وهذه المعاني إما أن توجد في الاسم بالأصالة، أو بالتبعية.
العلامات العدمية:
أعني بالعلامة العدمية عدم قبول علامة معينة، فالحروف تُعرَف بعدم قبولها علامات الأسماء وعلامات الأفعال، وكذلك الفعل يتميز بعدم قبول علامات الأسماء، والاسم كذلك يتميز بعدم قبول علامات الأفعال.
[1] المرادي، الحسن بن قاسم، الجنى الداني في حروف المعاني، تحقيق فخر الدين قباوة ونديم فاضل، ط: 1، 1413/ 1993، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ص 193 – 198.
[2] ينظر: سيبويه، الكتاب، 1/ 15.