مقالات ثقافية

آراء في النظرية التأويلية أو نظرية المعنى


آراء في النظرية التأويلية أو نظرية المعنى

 

في مطلع الحديث، تعود النظرية التأويلية للمنظرتين الفرنسيتين دانيكا سيليسكوفيتش Danica Seleskovitch، وماريان لوديرير Marianne Lederer؛ وهما المنتميتان للمدرسة الموجودة بباريس بفرنسا، التي تسمى ESIT؛ أي المدرسة العليا للتراجمة الفوريين والمترجمين التحريريين.

للنص شقَّان؛ الأول يتعلق بالمبنى أي الشكل، والثاني مرتبط بالمعنى أي المضمون، وكلاهما مهمٌّ في عملية الترجمة، وبالعودة إلى الشق الثاني الذي يهمنا في هذا الْمِضمار، فهو يُحِيلنا إلى رسالة النص، وهذه الرسالة لا تتعلق بالنصوص الأدبية فقط، بل لها ارتباط بالنصوص التخصصية، على اعتبار أن كل نص له رسالة يؤديها تجاه قارئه.

تناولنا في السابق ترجمةً لرواية باللغة الفرنسية، تحكي واقعًا عربيًّا محضًا، وكانت هذه الرواية بقلم مترجم أجنبي، إلا أنه لشدة الانطباع الجيد الذي تركه فينا أسلوبُه، تشوقنا للاطلاع على النسخة الأصلية المدونة باللغة العربية، وهنا اتضحت لنا مكانة وقيمة الترجمة، كرسالة وجسر تواصل يجمع مؤلِّفَينِ ونصَّينِ وعالَمَينِ، والمترجم في هذه الحالة كاتب ثانٍ للنص.

الأثر المكافئ الذي حدَّثنا عنه المنظِّر الأمريكي يوجين نايدا Eugene Nida، هو بالضبط ما سُقناه في العنصر السابق؛ أي: إنني بقراءتي للترجمة يحصل لديَّ الانطباع ذاته، كما لو أنني قرأت النص بلغته الأصلية، وهذا الانطباع هو عبارة عن فضول يدفعنا دفعًا إلى اكتشاف النسخة الأصلية للكتاب المترجم، على اعتبار أن المترجم نجح في إيصال الرسالة المبتغاة من مؤلِّفه.

نعيد تلخيص حديثنا الشائق هذا فنقول: إن النظرية التأويلية ترتكز أساسًا على معنى النص، وهو الرسالة المستخلصة من القارئ بالقراءة، وهذه الرسالة كما تنطبق على النصوص ذات الطابع الأدبي، فهي تُحِيلنا أيضًا على النصوص التخصصية؛ مثل: نصوص القانون؛ لأن لكل نصٍّ غاية تدعو كاتبه لكتابته، أما الأثر المكافئ فهو انطباع وفضول يعترينا عند قراءة النص المترجَم، ومن خلاله نحيا في عالمه كما لو أننا قمنا بقراءة المؤلَّف الأدبي بلغته الأصلية.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى