كلمة في حفل التخرج
كلمة في حفل التخرج
أيها الحضور الكريم: عليكم سلام الله ورحمته وبركاته.
من جميل الحظ أن أقف بينكم الآن لأكون جزءًا من هذا الحدث الرائع، ثم أكون أحد أطياف ذكرياتكم في المستقبل، أحدثكم اليوم باسم معلمي المدرسة لأسلمكم الأمانة، وهذه الأمانة هي هؤلاء الطلاب الأطهار ذوو القلوب الخضراء، نعم هم أمانة وربما أمانة حملها ثقيل!
فقد مرت فترة الطفولة السهلة التي يكون فيها الاعتناء بالبدن والنظافة واللعب، وانتقلنا الآن إلى مرحلة بناء العقل والروح، وتكوين القناعات، وحماية العقيدة وسلامة الفطرة، وكذلك تمكين المجاديف التي يحتاجها أبناؤنا لعبور بحر الحياة بلا خسائر بحول الله!
لقد قدّم المعلمون للطلاب ما يملكونه من حب وود، ومن منهج دراسي قدموه مصبوغًا بروح العطاء والرحمة والصبر، وقد لمستم ذلك بأنفسكم على مدار الأعوام السابقة! جميعهم لم يدخر جهدًا في ذلك، ولكن بقي الجانب الأكبر وهو بناء شخصية الطالب وأفكاره ثقافته وهذه مسؤولية – والله – كبيرة لو تعلمون…
لذلك أرجوكم، أرجوكم أن تجعلوا بينكم وبين أولادكم حوارا، واجعلوا بينكما شاشة مشتركة… تشاهدون معًا وتضحكون معًا، وتعلق على كل حدث بما يرتكز في عقل ابنك ويوجهه… فالتوجيه غير المباشر البعيد عن الأوامر والصراخ هو وحده المثمر مع هذا الجيل.
ابنِ جسرًا من الذكريات يربطك بابنك في واقعه ومستقبله، فعندما يكبر وينفصل عنك تظل حاضرًا في عقله وذكراك تمطر حبًّا ونصحًا على قلبه وعقله وسلوكه….
خذ ساعة واحدة من اليوم مع ولدك، اترك فيها أثرًا نافعًا أو مضحكًا، خط في هذه الذاكرة البكر ما ينفعها أو يسعدها… اربطه بالله وعلمه المروءة… فيومًا ما سيكبر ابنك ويضعك في الميزان، ويردد دائمًا: كان أبي يفعل… كانت أمي تقول… وهذا حدث معي ومعك بلا شك.
اكتشاف المزيد من اقلام عربية-رأي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.